عرض المقال
عاجل وفورى.. مطلوب برنامج علمى
2014-02-28 الجمعه
أوضحت المناقشات التى دارت حول جهاز علاج فيروس «سى» الجديد أننا نفتقر كشعب إلى ثقافة العلم وأننا ما زلنا حتى هذه اللحظات نجهل مصطلحات ومعانى علمية المفروض أنها بديهية مثل: ما معنى العلم، ما معنى الدواء، ما معنى الشفاء ما معنى البحث العلمى، ما المجلة العلمية، ما بروتوكول البحث العلمى، كيف تجرى تجربة علاجية على مريض، كيف تعلن عن اكتشافك العلمى، ما العلم الزائف، ما الأدوية العشبية؟... إلخ، آلاف المعانى الغائبة عن عقولنا وثقافتنا جعلت مناقشاتنا حول هذا الجهاز وحول أشياء أخرى وموضوعات علمية مختلفة وكثيرة أشبه بجلبة السوق وضوضاء ميدان رمسيس فى عز الظهر! وجدت أنه من ضمن الأسباب إلى جانب ضعف التعليم وتقصير المدرسة هو غياب البرامج العلمية عن شاشات التليفزيون، والبرامج العلمية التى أقصدها مختلفة عن البرامج الطبية، فالبرنامج العلمى الذى أتحدث عنه هو الذى يرسّخ فضيلة التفكير النقدى فى عقولنا ويشرح لنا كم أسدى لنا العلم فى كافة المجالات وليس الطب فقط من فضائل وأياد بيضاء، يفسر لنا النظريات العلمية ببساطة، والتبسيط مختلف عن التسطيح، يحكى لنا قصص كفاح العلماء المضنية الرهيبة للوصول إلى سر الاكتشاف وإقناع الأوساط العلمية به، كلنا نتذكر برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود وكيف كان الناس يتحلقون حوله ويضبطون مواعيدهم عليه، اختلف البعض حول طريقة وفلسفة تناول مصطفى محمود للقضايا العلمية وخلطها بالدين لكنه فى النهاية كان برنامجاً جذاباً وما أريد الاستفادة منه فى مثال مصطفى محمود أن البرنامج العلمى من الممكن أن يكون جذاباً وليس بالضرورة ثقيل الظل، ولنتذكر قنوات «ديسكفرى» وكيف تتناول القضايا العلمية وتعرضها بيسر وسلاسة وجاذبية وسحر، وكيف أن هذه القنوات هى عنصر جذب وإغراء تسويقى بدليل أنها أغلى اشتراك فى الباقة، إذن القضية قضية عرض وأسلوب تناول مختلف حتى فى أعقد القضايا العلمية.
مطلوب برنامج علمى لإنقاذ مصر من تلك الغيبوبة، وليكن بداية ونواة لانتشار البرامج العلمية فى جميع القنوات بدلاً من صداع التوك شو، وليكفّ أصحاب القنوات عن ترديد نغمة أن هذه البرامج لا تجلب إعلانات، فالمهم أن تجلب ثقافة، وأن تجلب تفكيراً، وأن تجلب تغييراً.